(( مدينة الجرهاء القديمة في الأحساء ))
كتب الباحث سلطان احمد علي ال مسفر الغامدي بحثاً قيماً عن مدينة " الجرهاء " القديمة التي ازدهرت في قلب واحة الأحساء و البحث عبارة عن رسالة ماجستير قدمها لجامعة أم القرى
*( الصورة من انتاج شركة الأحساء للسياحة والترفيه )
" مدينة الجرهاء من أشهر المدن التجارية التي تحدث عنها الكتاب الكلاسيكيون وعن مركزها التجاري الكبير وأنها سوق تلتقي فيه القوافل القادمة من بلاد العرب الجنوبية وبلاد الشام والرافدين كما وصل تجارها الى أفريقا والهند ,كما تميز سوق الجرهاء بعدد من المميزات الهامة والتي أهلته بأن يصبح من أهم مدن القوافل التجارية في الجزيرة العربية فلقد كان سهل الوصول إليه براً وبحراً على حد قول استرابون وتتوفر فيه المياه العذبة الصالحة للشرب ومساحته كانت كبيرة لاستيعاب أكبر عدد ممكن من القوافل التجارية الضخمة وليس أدل من ذلك ما ذكره استرابون والذي شبة القوافل التجارية التي تصل الى الجرهاء بالجيش الضخم إذ قد يتجاوز عدد جمال القافلة الواحدة بأكثر من ألفي جمل .
ولعل ذلك يدلنا على القوة الإقتصادية لمدينة الجرهاء . ومن هنا جاءت رغبت الباحث في الكشف عن أسباب إزدهار التجارة الجرهائية وعن السلع التي تتاجر بها والدول التي لها علاقات تجارية معها ذلك إذا عرفنا بأن الجرهاء قد أرتبطت بعلاقات تجارية وثيقة مع حضرموت تمثلت في شكل معاملات تجارية مشتركة وإقامة جاليات جرهائية فيها بدليل قول بلبني " إن الجرهائيين سافروا الى حضرموت خلال أربعين يوماً "
كذلك كان لمدينة الجرهاء علاقات قوية بدولة قتبان تحدث عنها استرابون في مجمل حديثة عن الجرهاء . كذلك كانت لها علاقات تجارية مع سبأ وهو ما ذكره كذلك استرابون حيث قال " بأن السبئين وكذلك الجرهائيون هم أغنى من جميع العرب "
هذا ولقد كان الجرهائيون على صلة تجارية وثيقة بالكثير من مدن جنوب بلاد الرافدين مثل بابل التي يعتقد بعض الباحثين أن هدف أنطيوخوس الثالث من حملته على الجرهاء كان بهدف توجيه تجارة المدينة نحو بابل براً وبحراً . كما كانت الجرهاء على علاقات تجارية قوية ومباشرة مع مدينة تدمر كذلك مدينة البتراء إذ تعاملوا مع التجار الأنباط . ولم تكتفي مدينة الجرهاء بإقامة علاقات تجارية مع المدن البعيدة عنها ولعل ذلك يدلنا على الإزدهار الأقتصادي والتجاري لمدينة الجرهاء ‘ حيث تأتي الهند في طليعة هذه الدول من حيث الأهمية فلقد كانت الجرهاء همزة الوصل الأساسية بين كل من الهند والسند وشبة الجزيرة العربية نظراً لان التجارة مع الهند كانت تتم بواسطة التجار الجرهائيين .
كذلك كان للجرهائيون علاقات تجارية بالدولة البارثية ونستدل على ذلك من حديث هيرودوت عن هدايا العرب السنوية لملوك الفرس التي ربما كان أحد أغراضها تسهيل تجارتهم مع تلك المناطق . كما كان لمدينة الجرهاء علاقات تجارية
مع بلاد اليونان وكذلك مع مصر. ولعلنا نتسائل هنا طالما نتحدث عن أهمية مدينة الجرهاء من حيث ان علاقاتها التجارية بلغت أقصى الشرق والغرب.
كيف كان النظام السياسي الحاكم في مدينة الجرهاء ؟ وكيف كانت أحوال المجتمع الجرهائي؟ وما هو موقف الدول المجاورة لمدينة الجرهاء منها ؟لم تكن مدينة الجرهاء مجرد مدينة عظيمة الأهمية فحسب بل كانت متمتعةً بالحرية السياسية كقوة تتحكم في منطقة كبيرة الحجم وعلى قدر من القوة والاستقلال . ومما يؤكد تمتع هذه الإمارة بالإستقلال السياسي موقفهم من تهديد الإسكندر لهم حين اعتزم غزو مصر والجزيرة العربية حيث رفضوا سياسية الإسكندر التوسعية ولم يرسلوا وفدا للترحيب بالإسكندر ولو على سبيل المجاملة مما اغضب القائد المقدوني والذي أخذ يتوعد مدينة الجرهاء غير أن المنية قد أدركته لتتطور بعد ذلك العلاقات بين مدينة الجرهاء وخلفاء الفاتح المقدوني سواء السلوقيون في العراق أو البطالمة في مصر سواء كانت هذه العلاقات إقتصادية أو سياسية أو حربية . ولعلنا نستنتج من كل ذلك أنه ربما في عام 323ق.م كان الجرهائيون من القوة بحيث كان في إستطاعاتهم تحدي الغزاة القادمين من الشمال أو حتى بدفع الأموال اتقاء شرهم .
كذلك كان لمدينة الجرهاء علاقات قوية بدولة قتبان تحدث عنها استرابون في مجمل حديثة عن الجرهاء . كذلك كانت لها علاقات تجارية مع سبأ وهو ما ذكره كذلك استرابون حيث قال " بأن السبئين وكذلك الجرهائيون هم أغنى من جميع العرب "
هذا ولقد كان الجرهائيون على صلة تجارية وثيقة بالكثير من مدن جنوب بلاد الرافدين مثل بابل التي يعتقد بعض الباحثين أن هدف أنطيوخوس الثالث من حملته على الجرهاء كان بهدف توجيه تجارة المدينة نحو بابل براً وبحراً . كما كانت الجرهاء على علاقات تجارية قوية ومباشرة مع مدينة تدمر كذلك مدينة البتراء إذ تعاملوا مع التجار الأنباط . ولم تكتفي مدينة الجرهاء بإقامة علاقات تجارية مع المدن البعيدة عنها ولعل ذلك يدلنا على الإزدهار الأقتصادي والتجاري لمدينة الجرهاء ‘ حيث تأتي الهند في طليعة هذه الدول من حيث الأهمية فلقد كانت الجرهاء همزة الوصل الأساسية بين كل من الهند والسند وشبة الجزيرة العربية نظراً لان التجارة مع الهند كانت تتم بواسطة التجار الجرهائيين .
كذلك كان للجرهائيون علاقات تجارية بالدولة البارثية ونستدل على ذلك من حديث هيرودوت عن هدايا العرب السنوية لملوك الفرس التي ربما كان أحد أغراضها تسهيل تجارتهم مع تلك المناطق . كما كان لمدينة الجرهاء علاقات تجارية
مع بلاد اليونان وكذلك مع مصر. ولعلنا نتسائل هنا طالما نتحدث عن أهمية مدينة الجرهاء من حيث ان علاقاتها التجارية بلغت أقصى الشرق والغرب.
كيف كان النظام السياسي الحاكم في مدينة الجرهاء ؟ وكيف كانت أحوال المجتمع الجرهائي؟ وما هو موقف الدول المجاورة لمدينة الجرهاء منها ؟لم تكن مدينة الجرهاء مجرد مدينة عظيمة الأهمية فحسب بل كانت متمتعةً بالحرية السياسية كقوة تتحكم في منطقة كبيرة الحجم وعلى قدر من القوة والاستقلال . ومما يؤكد تمتع هذه الإمارة بالإستقلال السياسي موقفهم من تهديد الإسكندر لهم حين اعتزم غزو مصر والجزيرة العربية حيث رفضوا سياسية الإسكندر التوسعية ولم يرسلوا وفدا للترحيب بالإسكندر ولو على سبيل المجاملة مما اغضب القائد المقدوني والذي أخذ يتوعد مدينة الجرهاء غير أن المنية قد أدركته لتتطور بعد ذلك العلاقات بين مدينة الجرهاء وخلفاء الفاتح المقدوني سواء السلوقيون في العراق أو البطالمة في مصر سواء كانت هذه العلاقات إقتصادية أو سياسية أو حربية . ولعلنا نستنتج من كل ذلك أنه ربما في عام 323ق.م كان الجرهائيون من القوة بحيث كان في إستطاعاتهم تحدي الغزاة القادمين من الشمال أو حتى بدفع الأموال اتقاء شرهم .
ولعل هنا الباحث يبدي رغبته في الحديث أولاً عن بداية السكنى في مدينة الجرهاء وكيف تطور الأمر بعد ذلك لتصبح المدينة ذات نظام سياسي وتجاري قوي في المنطقة . هذا إذا عرفنا كما ذكرنا سابقاً بأن تجارة الجرهاء قد ذاع سيطها في ذلك الوقت وأن أي مدينة تقوم بهذه التجارة الضخمة يتطلب وجود نظام سياسي قوي لحماية هذه التجارة داخلياً وخارجياً . ولابد ان أشير هنا الى قيام مدينة الجرهاء بهذة المتاجره مع كل الدول تقريباً المجاورة لها قد أنعكس على حياة المجتمع الجرهائي هذا إذا عرفنا كما ذكرنا سابقاً بعلاقات الجرهاء مع تلك المدن والدول ذات الحضارات العريقة. مما أدى الى ثراء الجرهائيين وكذلك إقتباسهم للعادات والتقاليد والقيم من تلك الدول والمدن ولعله كذلك أدى الى تقدم في ميدان العلوم والمعرفة وهو ما سوف يتحدث عنة الباحث بشكل مفصل .
ولابد أن أشير هنا الى أن الباحث سوف يتحدث في هذا البحث أولا عن جغرافية مدينة الجرهاء وعن الخلاف الذي وقع بين العلماء حول تحديد موقعها وهل هي مدينة ساحلية أم مدينة داخلية معتمدة على ميناء *العـُقير* الساحلي . وسوف نعتمد في هذا الموضوع على الدرسات والحفريات الحديثة .
بقي أن نشير هنا إلى ان الجرهاء استمرت تلعب دورها التجاري كميناء عبور للتجارة فيما بين حضارات الشرق و الغرب حتى أواخر القرن الأول الميلادي إذ بدأت تظهر على مسرح الأحداث الدولية مجموعة من المتغيرات السياسية تركت أثرها بالطبع على مختلف النواحي الاقتصادية فازدهرت صناعة السفن التي أصبحت تواصل مسيرتها دون توقف حتى موانئ رأس الخليج التي كان من أهمها ((خراكس)) التي استغلت ضعف بارثيا و انشغالها بإخماد الثورات الداخلية منها فأخذوا يتوسعون على جانبها حتى وصلوا إلى حدود بابل وبالتالي حققت المدينة لنفسها الكثير من الأزدهار نظرا لوقوعها في طريق التجارة البرية و البحرية وسكت لنفسها عمله نقدية كتب عليها أسم ملوكها .
هذا بالإضافة إلى أنهم أنشأوا العديد من المدن التجارية مثل فرات و الابلة التي أصبحت ميناء تجاريا لخاراكس .وبناءً عليه انتقلت طرق التجارة البرية و البحرية من أيدي الجرهاء و الجرهائيين الذين لم يتمكنوا بذلك من مزاحمة السفن الأخرى نجمها في الأفول بالتدريج لتحل محلها مدينة ((خراكس)) وهو ماسوف يوضحه الباحث بشكل مفصل بإذن الله في هذا البحث ((مدينة الجرهاء و علاقاتها الخارجية : من القرن الثالث قبل الميلاد وحتى آواخر القرن الأول الميلادي_دراسة تاريخية حضارية)) "
ولابد أن أشير هنا الى أن الباحث سوف يتحدث في هذا البحث أولا عن جغرافية مدينة الجرهاء وعن الخلاف الذي وقع بين العلماء حول تحديد موقعها وهل هي مدينة ساحلية أم مدينة داخلية معتمدة على ميناء *العـُقير* الساحلي . وسوف نعتمد في هذا الموضوع على الدرسات والحفريات الحديثة .
بقي أن نشير هنا إلى ان الجرهاء استمرت تلعب دورها التجاري كميناء عبور للتجارة فيما بين حضارات الشرق و الغرب حتى أواخر القرن الأول الميلادي إذ بدأت تظهر على مسرح الأحداث الدولية مجموعة من المتغيرات السياسية تركت أثرها بالطبع على مختلف النواحي الاقتصادية فازدهرت صناعة السفن التي أصبحت تواصل مسيرتها دون توقف حتى موانئ رأس الخليج التي كان من أهمها ((خراكس)) التي استغلت ضعف بارثيا و انشغالها بإخماد الثورات الداخلية منها فأخذوا يتوسعون على جانبها حتى وصلوا إلى حدود بابل وبالتالي حققت المدينة لنفسها الكثير من الأزدهار نظرا لوقوعها في طريق التجارة البرية و البحرية وسكت لنفسها عمله نقدية كتب عليها أسم ملوكها .
هذا بالإضافة إلى أنهم أنشأوا العديد من المدن التجارية مثل فرات و الابلة التي أصبحت ميناء تجاريا لخاراكس .وبناءً عليه انتقلت طرق التجارة البرية و البحرية من أيدي الجرهاء و الجرهائيين الذين لم يتمكنوا بذلك من مزاحمة السفن الأخرى نجمها في الأفول بالتدريج لتحل محلها مدينة ((خراكس)) وهو ماسوف يوضحه الباحث بشكل مفصل بإذن الله في هذا البحث ((مدينة الجرهاء و علاقاتها الخارجية : من القرن الثالث قبل الميلاد وحتى آواخر القرن الأول الميلادي_دراسة تاريخية حضارية)) "
السلام عليكم ورحمة الله
ردحذفكيف يمكن لي الاطلاع على الرسالة ؟
السلام عليكم
ردحذفكيف يمكن لي الاطلاع على الرسالة ؟